صحوة الموت
لا زلت اذكر قبل وفاتها..
حين كانت مريضة حقاً و قالوا لنا عبارة ما نسيتها (يقف الطب عاجزا احيانا) !
لكنها استيقظت فجأة، و تحسنت كثيرا و كأن معجزة سماوية حدثت ، و كأن احدهم رد اليها عافيتها بطريقة سحرية ...
حتى انني شعرت انها صغرت عشرون عام ، توردت وجنتاها ، و لمعت عيناها
فخرجنا من المشفى و عدنا حيث اتينا ، كانت تمازحني في الطريق و تقول لي حضر لي القهوة فقد شفيت لشربها !!
و بالفعل اعددتها لها قهوتي التي لطالما احبتها من يدي ، و اكلت معها تمرة واحدة
و ما لبثت ساعات بعدها حتى انتكست فجأة و ماتت حالاً ! ..
مرت سنين على تلك الحادثة و كلمة (لماذا) ما فارقت عقلي
- لماذا تُرد الحياة لبعضهم بعد اعتلالٍ شديد ، ثم ببساطة يموتوا فجأة ؟! -
في فترة مبكرة لرحيلها ، كنت اشعر أني لن اكون قادرا على إكمال حياتي دون جواب !
ومنذ ذلك الزمن و انا اقرأ عن هذا ، محاولا اطفاء نار بداخلي لكن...
ما اجابني يوما احد !
يسموها في بلدي "صحوة الموت "
تلك الصحوة التي ابقت بداخلي سؤالا ابديا بماهيتها..
لعلها كانت فرصة اخيرة للراحلين و لنا معهم ..!
و لعلها كانت اخر ما تبقى لها من رزق في هذه الدنيا و لأجله صحت..
تعليقات
إرسال تعليق